مجتمعنا واهتمامنا بمكافحة تلوث البلاستيك في سويسرا
أصبح تلوث البلاستيك من أكبر التهديدات البيئية في القرن الواحد والعشرين. إنه يؤثر على محيطاتنا، أراضينا، وحياتنا البرية والنباتية، ويهدد صحة كوكبنا. كأعضاء في المجتمع الكردي في سويسرا، نشعر بمسؤولية جماعية لحماية بيئتنا وتعزيز الإجراءات الفعالة لمكافحة هذه المشكلة.
في إطار جمعيتنا "مركز الإعلام والمثقفين الأكراد"، نؤمن بأن كل خطوة مهمة. لهذا قررنا المشاركة الفعالة في مكافحة تلوث البلاستيك وهدر النفايات، والمشاركة في جميع الفعاليات والأنشطة التي تهدف إلى تحسين مستقبلنا البيئي.

لماذا يُعتبر تلوث البلاستيك مشكلة كبيرة؟
البلاستيك، رغم كونه لا غنى عنه في العديد من الصناعات، فإنه يشكل سببًا رئيسيًا للتلوث. في سويسرا، كما في العديد من الدول الأخرى، يتم إنتاج ملايين الأطنان من النفايات البلاستيكية سنويًا. وينتهي العديد منها في بحارنا وغاباتنا، حيث يستغرق الأمر مئات السنين لكي يتحلل. هذه البلاستيكات لا تلوث بيئتنا فحسب، بل تهدد أيضًا حياة الحيوانات. فعلى سبيل المثال، تبتلع الحيوانات البحرية النفايات البلاستيكية، مما قد يؤدي إلى وفاتها أو إصابتها بأمراض خطيرة.
الإحصائيات مقلقة: كل دقيقة يتم إلقاء ما يعادل شاحنة من البلاستيك في المحيطات. وإذا استمر هذا الاتجاه، بحلول عام 2050، سيكون هناك بلاستيك أكثر من الأسماك في المحيطات.

التزام مجتمعنا في سويسرا
مجتمعنا الكردي في سويسرا يشعر بالقلق الشديد تجاه هذا التحدي البيئي، لأننا نعيش في بلد تتمتع فيه الوعي البيئي بمستوى عالٍ، ويجب أن نساهم في ذلك بنشاط. اتخذ "مركز الإعلام والمثقفين الأكراد" مبادرة لتنظيم ودعم والمشاركة في الفعاليات التي تهدف إلى توعية الجمهور حول تقليل تلوث البلاستيك.
نشارك بانتظام في الاحتجاجات، وتنظيف الشواطئ، والمؤتمرات، وورش العمل لزيادة الوعي حول مخاطر الاستخدام المفرط للبلاستيك. هذه الفعاليات ليست مجرد أعمال مؤقتة، بل هي فرصة لإنشاء حوار مستدام بين المجتمعات المختلفة والتفكير في حلول عملية لتقليل بصمتنا البيئية.

أعمال ملموسة والمشاركة في الاحتجاجات
نفخر بأننا جزء من العديد من الحركات التي تنظّم تنظيف الأماكن العامة مثل الشواطئ والغابات والحدائق. كل عام، نقوم بتنظيم والمشاركة في فعاليات جمع النفايات البلاستيكية في مدن مختلفة في سويسرا. هذه الأيام هي لحظات بارزة، حيث تعزز التضامن بين أعضاء المجتمع الكردي والمواطنين السويسريين الآخرين حول هدف مشترك: بيئة أكثر صحة ونظافة.
علاوة على ذلك، نحن ندعم ونشجع مشاركة أعضائنا في الاحتجاجات الوطنية ضد هدر النفايات البلاستيكية. كجمعية، نرسل رسالة مفادها أنه من الضروري ألا ننتظر أن يتخذ الآخرون المبادرة: يجب على كل واحد منا أن يكون فاعلًا في التغيير. من خلال حمل اللافتات، والمشاركة في المؤتمرات، أو الانخراط في المناقشات، نسعى إلى التأثير بشكل إيجابي على الممارسات وتشجيع الوعي الجماعي.

التوعية والتعليم
التعليم هو ركيزة أساسية في نهجنا. نحن ننظم بانتظام ورش عمل، وعروض أفلام، وندوات حول تلوث البلاستيك وتأثيرات استهلاكنا على البيئة. هذه الفعاليات مفتوحة للجميع، ونشجع الشباب في مجتمعنا على المشاركة في هذه الأنشطة التعليمية. كلما زادت معرفتهم، أصبحوا قادرين على تقليل استهلاكهم للبلاستيك وتعزيز البدائل المستدامة في حياتهم اليومية.
نحن نؤمن أن الوقاية أمر أساسي. من خلال تعليم سلوكيات بسيطة مثل استخدام الأكياس القابلة لإعادة الاستخدام، وتقليل العبوات البلاستيكية، وفرز النفايات، يمكننا تقليل التأثير البيئي للبلاستيك بشكل كبير.

رؤيتنا للمستقبل
في المستقبل، نأمل في توسيع جهودنا وتنفيذ مبادرات جديدة لتشجيع المزيد من الأشخاص على المشاركة في مكافحة تلوث البلاستيك. يشمل ذلك دعم السياسات العامة في مجال إدارة النفايات، وتشجيع استخدام المواد القابلة لإعادة التدوير، وحث الشركات على تبني ممارسات أكثر صداقة للبيئة.
كما نرغب في تعزيز الشراكات مع الجمعيات البيئية والمجتمعية الأخرى بهدف توحيد عدد أكبر من الفاعلين من أجل عالم أنظف وأكثر احترامًا للبيئة. يبدأ التغيير من خلال الأعمال المحلية والاختيارات الفردية، لكن التأثير سيكون أكبر بكثير إذا اتحدنا وعملنا بشكل جماعي.

الخاتمة
تلوث البلاستيك هو تحدٍ عالمي، ولكل مجتمع، بما في ذلك مجتمعنا، دور يلعبه. من خلال المشاركة الفعّالة في الاحتجاجات، وتنظيم فعاليات التوعية، واتباع ممارسات صديقة للبيئة في حياتنا اليومية، نأمل أن نساهم في التغيير المستدام لكوكبنا. فقط معًا يمكننا أن نترك للأجيال القادمة بيئة صحية خالية من تلوث البلاستيك.
ندعوكم للانضمام إلينا في هذه المعركة من أجل البيئة. معًا يمكننا أن نحدث فرقًا!